نصوص أدبية
قَبْلَ الْكَلَامِ
- التفاصيل
- كتب بواسطة: د. صالح الفهدي
قَبْلَ الْكَلَامِ: تَوَخَّ الْأَمْنَ وَالْحَذَرَاْ
فَلَيْسَ يُجْبَرُ بِالنِّسْيَانِ مَاْ كُسِـــرَاْ
وَلَيْسَ قَبْلَ كَلَامٍ أَنْتَ كَاتِمُــــهُ
كَمِثْلِ بَعْدَ كَلَامٍ يُطْلِقُ الشَّرَرَاْ
أَعْمَاكَ طَيْشُكُ حَتَّى لَمْ تَعُدْ بَصِراً؛
أَنَّ الْعَوَاقِبَ أَفْخَــــــاخٌ لِمَنْ عَثَرَاْ
لَاْ تُرْدِ نَفْسَكَ فِي فَــــــخٍّ تُحَاذِرُهُ
كَيْ لَاْ تَجُرَّكَ بَعْدَ الْوَقْعِ مُعْتَذِرَا!
تَسُوقُ خَطْوَكَ لَاْ تَدْرِيْ أَتِلْكَ خُطًى
تَسُوْقُهَا أَمْ قُيُودٌ تَحْفِـــــــــرُ الْأَثَرَاْ
أَذْلَلْتَ نَفْسَكَ مِمَّــــــــــا أَنْتَ قَائِلُهُ
فَكَيْفَ تَجْمَعُ قَوْلاً شَاعَ وَانْتَشَرَاْ؟!
وَكَيْفَ تُجْبِرُ قَلْباً أَنْتَ صَادِعُهُ
مِنْ لَذْعَةٍ بِلِسَانٍ يَفْلُقُ الْحَجَرَاْ!!
مَاْ كَانَ أَحْرَاكَ أَنْ تَرْقَىْ لِمَنْزِلَةٍ
بَيْنَ الْأُنَاسِيِّ تَصْفُوْ عِنْدَهَاْ نَظَرَاْ
قَبْلَ الْكَــــــــلَامِ: أَمَاْ لِلْعَقْلِ مِنْ نَظَرٍ
فِيْمَاْ عَرَضْتَ لَهُ كَيْ تَتَّقيْ الضَّرَرَاْ؟!
فَتُسْلِمَ النَّفْسَ مِنْ جَوْرٍ يَحِيْقُ بِهَا
وَمِنْ رَزِيَّةِ حَوْبٍ يَجْلُبُ الْكَدَرَاْ
الْعَقْلُ نُعْمَىْ إِلَهٍ، لَيْسَ يَحْمَدُهَاْ
إِلَّا الَّذِيْ خَبَرَ الْأَيَّامَ فَاعْتَبَرَاْ
فَضِيْلَةٌ قَدْ كَسَا الْخَلَّاقُ خِلْعَتَهَاْ
أَبْنَاءَ آَدَمَ، حَلَّاْهَاْ لِمَنْ شَكَرَاْ
وَمَنْ تَنَكَّــــــــرَهَاْ أَغْشَىْ بَصِيْرَتَهُ
كَأَنَّمَا قَدْ غَشَىْ جَفْنَاهُ غَمْضُ كَرَىْ
قَبْلَ الْكَــلَامِ: تَأَمَّلْ وَقْعَ عَاقِبَةٍ؛
أَلِلثُّرَيَّاْ سَتَرْقَىْ أَمْ تَحُطُّ ثَرَىْ؟!
فَأَنْتَ مَاْ شِئْتَ أَنْ تُرْسِيْهِ مِنْ أَثَرٍ
يُجِلُّ قَدْرَكَ، أَوْ يُرْدِيْكَ مُحْتَقَرَاْ!
***
د. صالح الفهدي
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها.