نصوص أدبية
لماذا أُحِبُّ ابني
- التفاصيل
- كتب بواسطة: د. ريكان ابراهيم
آُحِبُّهُ لأنّهُ آمتدادي
فكلّما نسيتُ مَنْ أنا ذكّرَني
وكلّما لبِستُ قيد البُخْلِ في معاصمي
حرّرَني
**
أُحِبُّهُ، وهَبْهُ لا يُحِبُّني
فهَكذا علّمني
أن لا أردَّ خاطباً مَوّدتي
حتى الذي يكرهُني
**
قد صارَ مرآتي التي
أخافُ أنْ أكسِرَها
فلا أراني بعدَها
وتفقُدُ الأشياءَ عندي سِرُّها
ويُصبح الغزالُ في عيوني قِرْدَها
**
أُحِبُّهُ لأنّهُ علّمَني أنَّ أبي،
ومنذ أنْ كنتُ صبي،
أتعبَهُ تَمرّدي لكنهُ ما ناءَ بي
حتى رأيتُ صَبْرَهُ صَبْرَ
نبي ....
**
أُحِبُّهُ لكي أُحِبَّ أمَّهُ
فربما لعِلًةٍ فيَّ أنا أقولُها:
أكرهُ كلَّ آمرأةٍ...بقوّةٍ وجرأةٍ
لكنّما لأنه منها نسيتُ كُلَّ كيدِها
وهِمتُ في حُطامِ ودِّها
**
أُحِبُّهُ لأنّهُ ألقى عليَّ خُطْبةً
لجُمْعَتي ...
حتى أسالَ دمعتي
اذْ قال لي يأبتي:
لقد خُلِقتُ منكَ مثلما خُلقتَ أنتَ من أبيكْ
ومثلما آختلفتَ فيهِ ياأبي أختلفتُ
فيكْ
فلا تلُمْني أبداً إنْ لم تجدْ جميعَ ما يُرضيكْ
**
أُحِبُّهُ لأنّهُ لم يقتربْ من عالمِ السياسةْ
كنتُ أراهُ يافعاً ولا يُجيدُ أمرَها
لكنني لمّا رأيتُ مَكْرَها
وعُهْرَها .... ....
صَدّقتُهُ وصار عندي رجُلاً تملؤُه
الكياسةْ
**
أُحِبُّهُ لأنّني من أجلهِ في
إخوةٍ حلالْ
تكرّرت فحولتي في عالم الفراشِ
والوصالْ
لكي اكونَ قادراً ان أُنجب المزيد من عيالْ
**
أُحِبُّهُ لأنه غداً ...
سيسحرُ النساءَ بالجمالِ والعفافْ.
وأن تَلُمْ جميلةٌ جميلةً
في حُبّهِ ،جاءت بها
وأعْتَدَتْ لها مُتّكَأً ومِديةً
لتقطعَ اليدينِ من خِلافْ
**
أُحِبُّهُ لأنني رأيتُه في حُلُمٍ جميلْ
وكان فيهِ قائداً تسيرُ خَلفْهُ الجموعْ
ووجههُ يضوعْ
وصِرتُ أحسِبُ السنينَ كي
أراهُ حاكماً ...
يكّفُ عن عيونِ شعبهِ الدموعْ
ويُشِبعُ الفقيرَ حينما
يجوعْ
**
أُحِبُّهُ لأنّني أحببتُ فيهِ الله
فالله لا نراهْ
لكنّنا نُدرِكُ في آثارهِ
ما أبدَعتْ يداهْ
وآبني الجميلُ واحدٌ
من بعضِ ما سوّاهْ
**
أُحِبُّهُ لأنّني بهِ ....
سأفحصُ الرجالَ بالنساءْ
ففي غدٍ يصيرُ زوجاً لآمرأةْ
وقد تكونُ سَيّئةْ
تُبعِده عن الذي ضحّى لهُ
وقَدَّمَ الأعزَّ في الحياةِ، عُمْرَهُ ومالَهُ
إذْ ذاكَ سوف أَشكرُ النساءْ
وأشكرُ الإبنَ الذي عَلّمَني
خُرافَة الوفاءْ
**
أُحِبُّهُ لأنّهُ يرفضُ أنْ يُشبهَني
فهو يقولُ دائماً:هاأنَذا
ولن أكونَ مثلما كانَ أبي
ومثلُ هذا سوف يكسِرُ الصَنَمْ
ويرفعُ العَلمْ
كأنّه مُحرِّرْ، ومُصِلحٌ مثلُ نبيْ
أُحِبُّهُ لكنّني أتركُهُ يختارُ
مايشاءْ
كي لا يكونَ ظِلَّ قامتي
ولايصيرُ في الخطابِ بَبّغاءْ
إبني؟ نعمْ،لكنّنا،
في العيشِ أصدقاءْ
**
يا أبني الذي أَحببتُهُ
في الصبحِ والمساءْ
والصيفِ والشتاءْ
يا مَنْ له قَدّمتُ كُلَّ ما أستطعتُ
من عَطاءْ
لا تنْسَ ما فعلتُهُ، ولا تقُلْ ماقالَهُ
رهينُ محبسيْهِ ساعةَ الشقاءْ
إذْ عَدَّ ما أعتراهُ من بلاءْ
جنايةَ الآباءِ في الأبناءْ
***
د. ريكان ابراهيم
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها.