حوار مفتوح
المثقف في حوار مفتوح مع ماجد الغرباوي (164): فلسفة الخلق وتشابه السرد
- التفاصيل
- كتب بواسطة: صحيفة المثقف
خاص بالمثقف: الحلقة الرابعة والستون بعد المئة، من الحوار المفتوح مع ماجد الغرباوي، رئيس مؤسسة المثقف، حيث يجيب على أسئلة الأستاذ: أحمد مانع الركابي.
تشابه السرد
ماجد الغرباوي: لا ريب، تكرر وحدات السرد الأساسية بين الأسطورة وقصة الخلق يثير أسئلة، تشكّل خطرا على مصداقية المقدس الديني، الذي تشكّل المغايرة بين الإلهي والبشري مقوما أساسا في حقيقته، كالخلق والغيب: (قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ)، بينما تتكرر وحدات سرد الأساطير في آيات الخلق!، وهي أوهام بشرية حول عملية خلق الإنسان، لا تمت للحقيقة بصلة، ولا دليل عليها سوى المخيال البشري، ووردها في الكتاب تصديق لها، فماذا يعني كل هذا. هذه هي الإشكالية التي تستدعي تحري الحقيقة بدءا من عملية الخلق، كفعل إرادي قصدي يصدر عن الآلهة / الإله، لرصد عناصرها المشتركة، ومديات التشابه شكلا ومضمونا. لا تكف علامات الاستفهام، إلا بفهمٍ مغاير لآيات الخلق الواردة في القرآن سيما مع وجود نظريات علمية تتحدى المعرفة الدينية حول خلق الإنسان، فنعود لنسخ الأساطير نقارنها بما جاء في الكتب السماوية حول عملية الخلق.
وقد بدأنا أولاً بوحدة الهدف في سياق أسئلة الوجود لتحري أوجه التشابه والافتراق، وقد مرَّ الكلام حولها مفصلا ونركّز هنا على ذات عملية خلق الإنسان، كخطوات متتالية ينتج عنها فعلا أو كيانا خارجيا، هو الإنسان. أو خطوات الخلق من العدم إلى الوجود. من مجرد فكرة إلى حقيقة متعيّنة خارجا. وكيف يكون هذا المخلوق العظيم أصله طين، تخيلته الأساطير وأمضته الكتب السماوية؟، وذلك من خلال منهج مقارن كالآتي:
العنصر المشترك الثاني: عملية الخلق
اتفقت الأساطير والكتب السماوية على الماء والتراب (الطين) عنصرين أساسين لخميرة خلق الإنسان. وكانت المثيولوجيا السومرية في نص أدبي قد عالجت مسألة الخلق، في حكاية ملخّصها: عندما تعبت الآلهة من عبء العمل في الأرض، ذهبت لإله الحكمة "إنكي"، ليجد لهم حلا، وبعد رفضه استجاب لوساطة أمه، وأعطى أوامره لصنع الإنسان. وجرى صنعه على شكل الآلهة، (القصص القرآني ومتوازياته التوراتية، مصدر سابق). ثم روت المثيلوجيا البابلية قصة مشابهة، تقول: "أحرقت الآلهة أدوات عملهم وذهبوا إلى الإله "إنليل" لإنصافهم، فأمر بخلق الإنسان، حيث "يُقتل أحد الآلهة ويُعجن لحمه ودمه بالطين، الذي يصنع منه جسد الإنسان، وبذلك يتحد الإله والإنسان في جسد واحد" (المصدر نفسه). بهذا يتضح أن أسطورة خلق الإنسان مجرد وهم كان متداولا قبل ألفين وخمسمئة سنة قبل الميلاد. يمثّل مرحلة بدائية من وعيه. ورغم سذاجتها هي خلاصة مكابدة فكرية، تعكس المستوى الثقافي والمعرفي للبيئة الاجتماعية. ورحلة شاقة لمعرفة الحقيقة. وأحسب أن تصوّر خلق الإنسان من طين هي الصيغة الوحيدة الممكنة في إطارها المثيولوجي القائم على تعدد الآلهة، وقصة وجودهم على الأرض، قبل ظهور الإنسان على مسرح الحياة. وقبل تقديمه القرابين والنذور لها. حيث قُسّم تاريخ الأرض إلى مرحلتين: مرحلة الآلهة، ومرحلة الإنسان. الأولى مفترضة، انتقل فيها العقل من المعلول إلى العلة، وأرجع الظواهر التي عجز عن تفسيرها إلى قوة ميتافيزيقية متخيلة، تتوقف عليها فلسفة الخلق. بدأت فكرة بسيطة ثم تطوّرت بفعل حيرة الإنسان التي دفعته لتخيّل كائن متفوق، كائن أسمى، يواكب مخيلته، فكانت الآلهة صورة مثالية للإنسان، أسقط عليها رغباته الخارقة وقدراته السحرية التي يمنّي نفسه بها. وبالتالي ليس الكائن الأسمى سوى الإنسان نفسه، بمواصفات يطمح لها، وإن تجلى بأشكال مختلفة. وقد تعددت الآلهة لعجزه عن تصور كلي القدرة، أو المطلق / الإله الأوحد، رغم وجود إله مميز كإله الحكمة، في مثيولوجيا الحضارات القديمة لكنه اهتدى لذلك فيما بعد، وتوحّدت الآلهة بالإله مردوخ، قبل ظهور الديانات التوحيدية. ويبدو أن الوعي الوجودي للذات يتوقف على وجود علة مغايرة وكائن أسمى متمم لوجوده. كائن مثيولوجي متعالٍ يشعر معه بالأمان، وينسب له ما يعجز عن تفسيره من ظواهر الحياة. فمتمم الوجود هو المقدّس، الذي يفتقده وينقاد له لا شعوريا.
وبشكل أدق، إن قانون العلية كان محفّزا لافتراض آلهة مبهمة، تتجلى معالمها من خلال أسئلته ورغباته. مع كل سؤال يكتسب مَعلَما جديدا. وكل رغبة تثري ماهيته وتجلي وجوده، حتى يتلاشى الإنسان كفاعل حقيقي وراء الصورة الخيالية، بل ويتأثر بها عندما تغدو حقيقية، مادامت قد تشكّلت عبر أسئلته، ولديه ما يبرر سحريتها وقدراتها الخارقة، وبإمكانه الاستدلال على صحة تصوراته من خلال الطبيعة وما يحيط بها من ظواهر مرعبة، تستدعي وجود قوة أعظم تتحكم بها، لذا توجّه من هذا المنطلق للآلهة يعبدها ويتوسل لها ويقدّم لها القرابين. وبالتالي ثمة صورة إجمالية يخطئ في تفصيلاه الإنسان، رغم قدرته على الاستدلال على أصل وجودها. فضرورة وجود قوة وراء الكون وظواهره، أمر فرضه قانون العلية. وأما صفاته وخصائصه وماهيته، فبعضها يأتي قياسا على الطبيعة. وأخرى وليد مخيلته، عندما يعجز عن فهم الظاهرة، وينسبها للإله للتخلص من أعباء التأمل والتفكير. ويبدو أن بعض الناس يؤثر الصورة الأسطورية على معرفة الحقيقة. ويقدّم المبهم والمجهول على الواضح، فكأن الصريح يبطل سحر الساحر، وهو بحاجة ماسة لقضايا سحرية وغيبيه تبقيه في دائرة الخرافة والوهم، ولتبقى صورة الآلهة مهيمنة تبرر وازع الخوف والعجز. فالأساطير تمثّل في بعض أبعادها المعرفية رؤية كونية، هي خلاصة تأملات في عالمي الغيب والشهادة. وخلاصة تجربة فكرية عميقه خاضها الإنسان البدائي بمفرده، مما يؤكد قوة العقل البشري، وقدرته على التحليق في عالم الخيال. جدير بالذكر أن مفهوم الإله منذ ظهوره يحمل صورة أسطورية لكائن غيبي متعالٍ، يتمتع بقدرات فوق بشرية. كائن يتعالى على الأسباب الطبيعية، بإمكانياته السحرية، وهو ما يحتاجه لتفسير بعض الظواهر، وتبرير غيرها والتقوّم به نفسيا وروحيا، كمثل أعلى. وهو مفهوم فرضه قانون العلية في أصل وجوده، وحاجة الإنسان في تفصيلاته، ولما ظهرت الرسالات أول عمل قامت به هو ترشيد وعي الإنسان، وتصحيح مسار تفكيره. قانون العلية قانون تدركه الفطرة البشرية قياسا على ما حولها من أسباب ومسببات. بل كل سؤال يوجهه الإنسان، وكل استفسار حول الظواهر هو تأكيد لقانون العلية وإن لم يدرك هذه الحقيقة. وهو دليل الرسالات السماوية لاثبات وجود الخالق. واختلفت مع الأساطير والديانات القديمة حول نفي الشرك، وتوحيد الخالق. وبالتالي فالكائن الأسمي ضرورة وجودية، وحاجة نفسية لوجود مثل أعلى، حقيقي أو متصور، تسمو معه الروح وتستمد منه مثاليته للعروج في مراتب الكمال، عبر علاقة جدلية يؤثر أحدهما في الآخر، أو يعيد الإنسان خلقه، عندما يستعيده مع كل حالة تأملية جديدة، فيرقى وترقى معه النفس العطشى للكمال. نؤكد أن الأساطير في مفهوم العلوم الإنسانية الحديثة تقابل المدونات الكبرى أو النصوص التأسيسة. وهذا ما يؤهلها للمقارنة بتراث الأديان، والكتب السماوية. وهي نصوص متعالية قبل ظهور الأديان التوحيدية، يستلهم منها الإنسان معنى لوجوده. وهذا المفهوم يغاير ما جاء في القرآن، حيث يعتبر الأسطورة خرافة، كما جاء في احتجاج قريش على النبي مرات عدة، وهي تقصد الخرافة، وكلام لا دليل عليه. أو مجرّد هذيات وأوهام، يتخليها العقل البشري.
لا ريب أن تصوّر خلق الإنسان من طين هو الممكن الوحيد المتاح آنذاك، لقدرته على تجسيمه، قياسا على منحوتاته وتماثيله الطينية. واكتسب الحياة بشبهه للآلهة التي امتزج دمها بطين خلقته. وقد استبد هذا التصور بوعي العصور التالية ورددته الكتب السماوية، كما لو أنه حقيقة مطلقة، فتجد التوراة تستعيد ذات القصة وفقا لمبدأ التوحيد. الماء والتراب عناصر مشتركة، يتكرر وجودها في التوراة. كما تتكرر فيها صيرورة الطين إنسانا. بمشابهة الآلهة لدى الحضارة السومرية: (وجرى صنعه على شكل الآلهة). وفي الحضارة البابلية: (يتحد الإله والإنسان في جسد واحد). اتحاد اللاهوت بالناسوت. تلك الفكرة التي تم التنظير لها لاحقا في اللاهوت الديني المسحيي، ومازالت تمثّل قوام الإيمان الدين. ونجد لها شبها في العقيدة الشيعية المغالية، وإن لم تصرّح، غير أنها تخلع على الإمام صفات الخالق، وتنسب لهم الولاية التكوينية أو الحلول أو التفويض وجميعا، نسخ مختلفة لفكرة اتحاد اللاهوت بالناسوت، وهي فكرة تنتمي لأساطير الأولين، تداولها الفكري الديني فيما بعد، وراح يؤسس عليها.
ولم تختلف التوراة مع الأدب الرافديني حول صيرورة الطين إنسانا، حيث أكدت على الشبه بالله، والنفخ في المنخر. فنخلص أن الخلق يتوقف على شرطه، ولا يكفي وجود الماء والتراب / الطين، وشرطه وجود قوة غيبية (الآلهة / الإله) تهب الطين الحياة على طريقة (كن فيكن). إذاً فالكائن الأسمى عنصر مشترك ثالث بين الأساطير والكتب السماوية حول قصة خلق الإنسان = ماء + تراب + كائن أسمى (الآلهة / الإله).
ولم تبتعد سردية التوراة عن أسطورة الخلق في الحضارتين السومرية والبابلية، حيث طلب الخالق من جبرائيل ان يأتيه بأربعة قبضات من تراب الأرض، من الجهات الأربعة، ومزجها بالماء، ثم بنسمة إلهية صار إنسانا، بعدها خلق زوجه من ضلعه كي لا يبقى وحيدا، وأسكنهما الجنة في بداية خلقهما. وكان الهدف من خلق الإنسان ليسكن الأرض ويطرد وحشتها، ويتمتع بسلطة ألهية عليها وعلى البحار والطيور. جاء في القصة الأولى في سفر التكوين: "وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا". والقصة الثانية في سفر التكوين: "وجبَل الإله آدم ترابا من الأرض، ونفخ في أنفه نسمة حياة". (المصدر نفسه). فالوحدات الأساسية في قصة الخلق الرافدينية تكررت في التوراة، فآدم أصله من طين (ماء وتراب)، وقد صار إنسانا لشبهه بالآلهة أو الإله في القصة الأولى طبقا لما جاء في الرواية السومرية. ونفخ في أنفه نسمة في القصة الثانية، التي ستشابهها القصة القرآنية. والهدف في كلتا الأسطورتين وجودي، حيث يتوقف على وجود الإنسان إحياء الأرض وحراستها والتصرّف بها، بدلا عن الآلهة / الإله. ونقطة الافتراق بين التوراة والأساطير، أن المخلوق في الثانية مطلق الإنسان، وفي التوراة حددت بداية الخلق في آدم وزوجه، وهذا ما أكده القرآن لاحقا. فالتوراة حددت معالم المخلوق الأول، ولم يعد مجرد طين صار إنسانا، بل اكتسب قيمة واعتبارا عندما أسكنه الله الجنة. وهو ما أكده القرآن لاحقا، حيث ذكر ذات العناصر الأساسية في خلق الإنسان: الماء والتراب وقد عبر عنهما بالطين: (وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ). وكذلك: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ). وأما صيرورته إنسانا: (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ)، فهي تماثل ما ورد في القصة الثانية من سفر التكوين. بل اشتملت نسخة من التوراة غير رسمية معروفة بـ"الهاجادة"، تفصيلات لم تذكر في نسخ التوراة، هي أقرب إلى ما جاء في القرآن (أنظر: المصدر السابق)، كـ(استطلاع الله رأي الملائكة، تحدي الله للملائكة كي يخبروه باسماء الحيوانات، الله يعلم آدم أسماء الحيوانات، مع خلق آدم يخلق جميع أوراح البشر)، (المصدر نفسه). لا ريب أن تكرر الوحدات السردية في الأساطير والكتب السماوية، يرسم هو الآخر، علامات استفهام حول حقيقة الوحي والنبوة، خاصة بالنسبة للقرآن، الذي هو محور حديثنا. وتقدم، لا يمكن لمفهوم الوحي بالمعنى الأول، التخلّص من الإشكال، وهو يعتقد بـ"وحيانية" الكتاب، نسبة للوحي. ويتبنى قصة خلق الإنسان من طين، تبعا لما جاء في القرآن، رغم جذرها الأسطوري!!. ويتعذر تبريرها بـ"وحيانية الأساطير القديمة"، لأنها قائمة على تعدد الآلهة، وهذا يتنافى مع مبدأ التوحيد. فالأساطير القديمة منجز بشري، عبّر من خلالها الإنسان عن رؤيته الكونية، وهي في تفصيلاتها وما يخص قصة الخلق افتراضات وأوهام، لا دليل عليها، خاصة أنها في تمثلات ميتافيزيقية غارقة في غيبها، نتاج عقل بسيط ساذج، كان سائدا إلى ما قبل نظرية التطوّر التي توجت سلسلة شكوك علمية حول أصل وجود الإنسان، متحدية بذلك مصادر المعرفة الدينية واحتكار الكنيسة لها.
وردت قصة الخلق في القرآن بصيغ عدة، استعادت من خلالها أسطورة الخلق في التوراة، وأثرتها بمفاهيم وتفصيلات يتعذر إدراكها في سياق التفسير، مادامت قضايا ميتافيزيقية، لا يمكن تمثّلها خارج النص والفضاء المعرفي للإنسان. ويبقى التأويل أجدر في فقه النص، للوقوف على مضمراته، وإدراك ثيمته. باعتبارها هدفا أساسا للقصص القرآني: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ). يؤكده نهي القرآن للرسول عن إطالة الجدل حول قصة أصحاب الكهف: (فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا). فالوقائع غير مقصودة بالذات، مهما أكد عليها أهل الكتاب، وليس القرآن كتاب قصص وحكايات لينشغل بها دون ثيمتها: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ). والهداية تستدعي تقويم البنية العقدية والأخلاقية، فتكون القصة في صميمها، لاشتمالها على العبرة والموعظة. وهذا يكفي مبررا للتخلي عن ظاهر اللفظ لصالح التأويل. فنستعين لفقه النص بآيات لها علاقة بموضوع الخلق، تكون مرتكزات أو محكمات وفقا للمنطلق القرآني، من خلالها نفهم ثيمة القصص. وقد تقدم بيان السبب وراء تكرر وحدات السرد بين الأساطير والكتب السماوي، من خلال مبدأ التصديق الذي يعتمده القرآن في تعاطيه معها. والهدف إما تصديق للمفاهيم الدينية المشتركة، لوحدة الروح الدينية بينها، أو تصديقها كرهان لثبوت نبوة محمد، عندما يرتهن تصديقها بمعرفة أخبار السابقين، فيؤكد ما يقولون وفق مبدأ التوحيد، وترشيد الوعي، لكسب الرهان، ثم إثراؤها بمفاهيم جديدة، تخرج بها عن واقعيتها إلى ما هو أعمق. يصدقها ظاهرا، وينسفها عبر نسق مفاهيمي، يحيي ثيمة القصص دون وقائعها. وهو تطور في أسلوب السرد وحبكته. فينبغي تفادي أي انزلاق تأويلي عند مقاربة قصص القرآن، والانطلاق من ذات النص، بعيدا عن العقل التراثي، المرتهن للخرافة والسذاجة، والتواطؤ مع الأهداف الأيديولوجية والطائفية. ما في الكتاب من آيات تكفي لفهم المقاربة التأويلية، ومعرفة حدود العلاقة بين الأسطوري وثيمة القصص.
يأتي في الحلقة القادمة
.......................
للاطلاع على حلقات:
للمشاركة في الحوار تُرسل الأسئلة على الإميل أدناه
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها.